الخميس، 5 مارس 2015

سمراء عبدالرحمن الريّح


                  (فى مطلع عشرينات القرن الماضى ، نشأت وعاشت فى مدينة امدرمان ، فتاة مضت طفولتها على نحو لا يختلف عن طفولة نديداتها بأى حال من الاحوال ، الا ان واقعا استثنائيا طرأ على حياة تلك الفتاة عندما بلغت التاسعة عشرة من عمرها حينما استأجرت جمعية الاتحاد السودانى جزءا من منزل اسرتها . ما صنع تحولا كبيرا فى حياة هذه الفتاة لدرجة ان تكون صاحبة اشهر صالون للآداب والفنون والسياسة والذى هو سابق لصالون "مى زيادة") د. حسن الجزولى _ نور الشقايق .. السيّدة فوز .. هجعة فى صفاتها ودارها وزمانها . ص 14 .

                    وهذه الفتاة التى نقّب فى عالمها الدفين حسن الجزولى فى مؤلفه اعلاه ، هى الشول بت حلوة الشهيرة ب(فوز) ، ولأن اسم (فوز) ما ان يطرق الآذان حتى يتجه السامعون بأفكارهم الى جمعية الاتحاد السودانى ، والى تأريخ النضال فى مواجهة الاستعمار
والى صفوة المحاربين السودانيين الأول الذين شقوا فى ظلمة تلك الايام طريقا منيرا لأهل هذا الوطن لاتزال اضواؤه تشع فى كل مكان .ولكن ما يهمنى هنا هو الامساك بمفاتيح حسن الجزولى التى نثرها فى طيات كتابه وابحث عن (فوز) فى منزل آخر.

                     يقول حسن الجزولى : ويبدو ان فتنتها وجمالها ألاخاذ وهى فى تلك السن قد شغل الكثيرين ، فأضافة للأغنيات التى كتبها فيها خليل فرح ، واشعار كل من توفيق صالح جبريل ومكاوى يعقوب فأن الشاعر (عبد الرحمن الريّح قد افتتن بها ايضا لدرجة انه كتب فيها الأغنية الشهيرة : ما رأيت فى الكون يا حبيبى اجمل منك.) بين القوسين افادة عبد الرازق ابراهيم احد مصادر حسن الجزولى .

                     فعبد الرحمن الريّح احد الذين فتح قلبه منزلا (لفوز) ، وفيه يمكن ان نجد وصفا شاملا لهذه الفتاة الآسرة فى عدد من اغنياته الرائعة (مالى غيرك حياة) (خدارى) (زهرة الروض) و (يا اسمر يا رمز الضياء) وكل الاغنيات التى ترد فيها السمرة لونا جميلا لرجل تحرر بصره من عقدة اللون ، هذه الاغنيات وغيرها تبدو فيها (فوز) صورة واضحة المعالم تنبض بالروح ، وكثيرا ما تبدو لى اغنية (هيجتنى الذكرى) لأبراهيم عوض حنين جارف (لفوز) وزمانها . (مرفق تسجيل لاغنية هيجتنى الذكرى ابراهيم عوض ووردى)
                     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...