الثلاثاء، 10 مارس 2015

موعد مع بوكو حرام


                    (بوكو حرام) يقال ان ترجمتها (البحث عن المعرفة حرام) ولا ادرى عما اذا كانت هذه الترجمة صحيحة ام ان للمكايدة نصيب فيها ، المؤكد ان وحشية هذه المنظمة المفرطة والعمليات التى نفذتها وصنفّت على اثرها منظمة ارهابية ، تعكس جهلا مريعا بتعاليم الاسلام وقيمه ومقاصده ، وتؤكد صدق الترجمة اعلاه ، اى انها منظمة ظلامية يكفى ذكر اسمها لنشر الرعب فى دائرة تواجدها ، ولقد استشعرت دول جوار نيجيريا الخطر المرتبط بها ، فانشأت تحالفا عسكريا وامنيا لملاحقتها حتى داخل الاراضى النيجيرية ، كما فى العمليات المشتركة بين تشاد والنيجر ، مما يشير بأن تمدد (بوكو حرام) داخل اراضيهم استقر فى وعى الدولتين امرا حتميا فآثرتا استباقه برصاء تام من الحكومة النيجيرية .

                    والانباء التى تناقلت بيعة زعيمها لأبى بكر البغدادى زعيم الدولة الاسلامية او خليفة المسلمين ، تعنى بوضوح ان منطقة افريقيا جنوب الصحراء ، اضافة للسودان وبعض دول المغرب العربى على موعد مع داعش افريقية ، اذا اخذنا فى الاعتبار حجم الجاليات النيجيرية المنتشر فيها ، واخذنا فى الاعتبار بقية الجاليات من مسلمى غانا وغينيا ومالى وغيرها من الدول الافريقية التى عانى مسلموها على مر الحقب شظفا فى العيش والقهر والاضطهاد وعنت الهجرات والتشرد ، فأن هذه المجاميع من المسلمين تبدو قد استوفت كافة الشروط  للألتحاق بهذه المنظمة التى تستبيح كل شىء .

                      الفكرة المختبئة خلف كل هذا العنف المفرط الذى جاءت به المنظمات المتغطية بالأسلام ، واشعلت به منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ، وتنحدر به الآن الى افريقيا جنوب الصحراء ، هى فكرة الخلافة ، وقد تبدو ساذجة فى نظر اعداد مقدرة من المسلمين ، ولكنها فكرة متوهجة ليس فى نظر فقراء المسلمين الذين عانوا من ضنك الحياة وقهرها فى معظم بلدان العالم العربى والاسلامى ، وانما فى نظر المخططين لخرائط عالمنا ، ولم يخف منظروهم الكبار امثال صمويل هنتجتون الحلم والرغبة فى انزالها على الارض تحت مسميات ناعمة كتقارب وتجمع الدول ذات الثقافات المتشابهة ، فبعض العالم الغربى يرى فى قيام خلافة اسلامية تسيطر على منطقة الثروات والمعابر البحرية والبرية ، فرصة ذهبية تتيح له التعامل مع حكومة واحدة او نخبة صغيرة او رجل واحد يسهل التعامل معه بدلا من حكومات دول متفرقة ، وبالتالى يمكنه السيطرة على ثروات المنطقة وعلى المعابر الحيوية القائمة بها والجارية عبرها ، اى السيطرة على قلب العالم النابض .

                       الموضوع على قدر كبير من التعقيد والتشعّب ، والنظر اليه بأستهانة ، يبدو غفلة مماثلة للغفلة التى صاحبت حكومات ما بعد الاستقلال والتحرر ، فى تجاهل تعزيز قيم الحريّات والتسامح والعدالة الاجتماعية التى نادى بها ديننا ، وانتجت فى حاضرنا هذا الخروج الكبير للعنف المفرط من داخل مجتمعاتنا التى اهملها النظر ردحا طويلا من الزمن .

                    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...