الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

ليت جلعاد كان عشرة


                   واخيرا رضخت اسرائيل لشروط حركة حماس الخاصة بالأفراج عن الجندى المخطوف جلعاد شاليط ، وبناء على ذلك ستزهو اليوم شوارع وبيوت اخوتنا الفلسينيين بتحرير الف من الاسرى والاسيرات الفلسطينيات من عتمة السجون الاسرائيلية ، وهو انجاز يعد بكل المقاييس انجازا تأريخيا يستحق الاحتفاء والاحتفال به على نطاق العالم العربى والاسلامى ، فأحرّ التهانى لكافة الاسرى المفرج عنهم ولذويهم داخل وخارج فلسطين ولنا جميعا ، وامنياتنا لمن تبقى من الاسرى فى السجون الأسرائيلية بفرج قريب ، ولكتائب القسّام ، ليت جلعاد كان عشرة .

                   ومن بين كل الحقائق الواردة فى الآراء المتباينة التى تناولت هذا الحدث الكبير ، فأن الحقيقة الابرز التى تقف ساطعة فى آفاقه تؤكد ان صمود حركة حماس على موقفها المبدئى من شروط الافراج عن الجندى المخطوف جلعاد شاليط كان العامل الاقوى الذى ارغم اسرائيل على الخضوع ، فقد كان صمودا دفع فيه اهل غزة تكلفة باهظة تجاوزت فيه اعداد ما فقدوه على صعيد الارواح اعداد المفرج عنهم ، وقد تبدو هذه المقارنة مكرا سيئا يسعى لتبخيس هذا الانجاز الكبير ، ولكن ضرورة البحث عن حقيقة مفاهيم عصرنا الراهن تجاه تعاطيه مع قضايا الاحتلال والتحرر، هى التى املت ايراد هذه المقارنة ، بمعنى آخر ان الهدر المروّع  للأرواح الذى طال انسان غزة والهدم المهول الذى طال بنياتها عقب عملية الاختطاف والحصار الذى احالها الى سجن كبير ، هى التكلفة الباهظة التى رأت فيها حماس المقابل الموضوعى لأنتصارها فى قضاياها وكل الذى تطلبه الامر منها هذا الصمود الذى توّج اخيرا بهذا الانجاز ، انها اللغة التى يفهمها عصرنا الراهن والتى فهمتها حماس .

                      فنفس التبعات التى ترتبت على سيناريو اختطاف الجنود الاسرائيليين على الحدود اللبنانية من قبل قوات حذب الله ، والتى حصدت آلافا من ارواح اللبنانيين وهدمت بنيات لبنان حتى احالت معظمه الى خرائب شبيهة بما تمخضت عنه مشاهد كثير من المدن الاوروبية خلال الحرب العالمية الثانية ، نفس هذا السيناريو اعيد بحذافيره على قطاع غزة ، ورغم فداحة العواقب التى تحملها كل من لبنان وقطاع غزة الا ان كلا من حذب الله وحركة حماس نجحا فى املاء ارادتهما على اسرائيل ، وخرجا من بشاعة الحرب التى دارت عليهما اكثر قوة من قبل .

                       من هنا يحق لنا ان نرفع صوتنا عاليا بالتحية والتقدير لفتية كتائب القسّام الشجعان الذين نفذوا عملية اختطاف الجندى الاسرائيلى جلعاد شاليط ببسالة ومهارة تدعو للفخر والاعزاز ، وان نرفع صوتنا عاليا بالتحية والتقدير لأشاوس حذب الله الذين سبقوهم فى هذه الاعمال البطولية ، ولوعيهما المتقدم فى فهم اللغة التى يجيد عصرنا الراهن التعامل بها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...