لأنه لا ينظر الى وجهك ، فهو لا يكن لك اى مشاعر ، لا يحبك ولا يكرهك ، لايحترمك ولا يزدريك ، ومع ذلك فأنت تشكل فى نظره عنصرا هاما من عناصر رفاهه ، لذا كان من الطبيعى ان يتجه بصره فى اوّل لقاء الى جيوبك ، واذا وجدها كفؤاد ام موسى ، يتجه بنظره الثاقب ليتفحص بنيتك الجسمانية ، يتفحصها لا كما كان يفعل تجار الرقيق فى قرون خلت ، فتلك الذئاب المتوحشة ، كانت تجس عضلاتك بشغف انثى شبقة ، ثم تحسب عائدها منها وهى تلهث ككلب اجرب ، اما هو حين يرمى بصره عليك ، يكون قد حسب مقدار الطاقة المخزّنة فى عضلاتك ، ولأى المشاريع تصلح ، ومقدار ما تعود به من المال ، وقدر اسهاماته فى رفاهه الخاص .
الفارق الرئيس بينه وبين ذئاب التأريخ البشرى ، انه لا يعتصرك حتى الفناء ، بل يحرص ان يعطيك من الاجر ما يحافظ به على مخزون الطاقة فيك لأجل مشاريعه ، اما مشاريعك لا تجرؤ ان تحلم بتحقيقها فى معيّته ، ثراؤه لأجله فقط فى دائرته الضيقة ، ولا يعنيه اذا غرق المجتمع من حوله فى الفقر والجهل والمرض والفجور .
انه رأس المال السافل ، ذئب عصرنا الناعم ، المتكاثر كالاميبيا فى بلادنا . رحم الله رجال المال السودانيين ، الذين بنوا المدارس والمراكز الصحية والمستشفيات ، وقاموا بأنفسهم ، اوأرسلوا ابناءهم فى هدأة الليل البهيم ، ليقدموا المساعدات لبيوت عفيفة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق