الجمعة، 5 فبراير 2016

المجد لرأس المال


                   المبادىء تقف دائما عائقا امام المصالح ، انه قول مأثور لرأس المال العارى من اى اخلاق ، والمصالح شرهة ، لا تستحى ان تدخل ثقب نملة ، لتنال حبات ذرة محمولة على اصبع ، تماما كما يفعل الجياع فى زمن المسغبة مع مملكة النمل ، والصين اقدم تجار هذا الكوكب ، لم يحدث فى البلاد التى دخلتها مستثمرة ان سبق رساميلها ، كتاب احمر او رمادي ، ولم تهمها يوما الراية التى ترعى مصالحها فى ذاك البلد او هذا ، مهما تصادمت مبادىء تلك الراية مع جوهر مبادئها  ، المهم ان تكون رعاية المصالح ، قادرة على ان تراكم فوائدها بالقدر الذى تعجز ان تتحمله خزائن ذلك البلد ، وان تكون المصالح هى العقيدة المشتركة بينهما ، انها طبيعة العلاقات التى جمعتها فى السودان بالحركة الاسلامية ، مثلما جمعتها مع كل الدول التى يحظى فيها الاستثمار الصينى بمكانة بارزة ، او بتبادل تجارى بارز .

                   وعودة السيد عوض الجاز احد رموز الحركة الاسلامية ، الى مصاف السلطة مرة ثانية عقب تكريم الصين له ، تبدو فى احد وجوهها اشارة واضحة لما تتمتع به الصين من نفوذ فى السودان ، وتعكس مدى حاجة استثماراتها الى  ذات العقل الذى فتح امامها ما اغلق على غيرها من المستثمرين ، وادار مصالحها بحنكة اوصلتها الى ما وصلت اليه  من قوة ونفوذ ، كما تعكس حاجتها  لحماية هذا العقل لحماية استثماراتها وتوسعها المرتقب ، اى ان ثمة مهددات او ضرورات اوجبت هذه الخطوة ، وهو امر جاء متسقا مع موقعه الجديد المفصل بعناية ودقة ، وليس هذا ما يهمنى هنا .

                    ما يهمنى هنا ، ان مثل هذه الرساميل الاستثمارية ، تبدو  افضل قارىء للواقع او للأرض محل الاستثمار ، فرؤيتها للواقع تأتى مجردة من اى تأثير عاطفى ، وعلى ذات الاساس تختار كوادرها لمشروعاتها التى تبنيها هنا او هناك ، فلا مجد فى نظرها يستحق ان تضحى من اجله بالدم والروح سوى مجد رأس المال ، فالدكتور عوض الجاز الرمز الاسلامى البارز ، يعد فى نظرها من افضل الكوادر القادرة على خدمة رأس المال الشيوعى الصينى .

                    هذه هى عقيدة رأس المال فى راهننا و عقيدة من يرجو مصلحة منه ، ولا مفر لمن اراد شيئا من هذه المصالح ، ان يهتف ، المجد لرأس المال ، تماما كما يهتف كثير من الاهلة ، المجد للكاردينال .
                    

                   

                   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...