الاثنين، 15 فبراير 2016

نيرون يوجه جنوده الى سوريا


الى محمود درويش فى عليائه :

                  نيرون يستيقظ الآن مزهوا فى جحيمه الابدى ، يتمطى على مهل ، ويفتح نافذة على سوريا .

(ماذا يدور فى بال نيرون وهو يتفرج على حريق لبنان ؟)
لم يعجبه رماد بيروت ولا عنقاءها التى اكتشفت لعبة الحريق ، وعرفت كيف تراوغه ، وتنهض من جديد فاتنة المدن .

           لكنه الآن ينظر الى المشهد السورى بذات النظرة التى حكيتها بشعرك المستبصر :
(عيناه زائغتان من النشوة ، ويمشى كالراقص فى حفلة عرس :
هذا الجنون جنونى ، سيّد الحكمة .
فلتشعلوا النار فى كل شىء خارج طاعتى .
وعلى الاطفال ان يتأدبوا ويتهذّبوا ويكفوا عن الصراخ بحضرة انغامى) .

                   ولا يزال يا سيّدى يا سيّد الشعر ، يتكىء على احدى نوافذه الملتهبة و يتفرّج على حريق العراق .
(يسعده ان يوقظ فى تأريخ الغابات ذاكرة تحفظ اسمه عدوا لحمورابى وجلجامش و ابى نوّاس :
شريعتى هى أم الشرائع . عشبة الخلود تنبت فى مزرعتى) .

                   اما أمك الجريحة ، فلا زالت ترضع ثراها دما وارواحا واهات حرّى ، وهو ينظر اليها :
(يبهجه ان يدرج اسمه فى قائمة الأنبياء ، نبيّا لم يؤمن به احد من قبل) .

                   العالم المجنون الآن ، اجتمع بكل جنونه وطمعه وحقده ، وارتدى جسد وعقل نيرون المختل وأخذ يصيح :
((انا صاحب القيامة ) ثم يطلب من الكاميرا وقف التصوير لأنه لا يريد لأحد ان يرى النار المشتعلة فى اصابعه عند نهاية هذا الفلم الامريكى الطويل .) 

                   ارفعوا ايديكم عن سوريا ايها المجانين ، ان الله لا يحب المعتدين .

                 
                

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...