الخميس، 25 أبريل 2013

ادلة مقنعة


                       ما ان ابدى وزير الخارجية الامريكية جون كيرى امكانية العودة الى اتفاق جنيف لحل الازمة السورية ، وقبل ان يكتمل صدى هذا القول ، اجبرت ضغوط الكونجرس الامريكى ادارة اوباما الى اطلاق تصريحها الغريب بان لديها معلومات تحتاج الى مزيد من التحقيق لتأكيد ان النظام السورى استخدم اسلحته الكيماوية (غاز السيرين) ضد شعبه ، وقبل ان يلتقط المهتمون بالازمة السورية انفاسهم من تصريحات البيت الابيض ، خرجت علينا بريطانيا بأن لديها ادلة (مقنعة ) بأسخدام النظام السورى لأسلحة كيماوية على نطاق محدود فى العمليات الجارية هناك ، وان فحصا على عينة من التربة السورية اثبت هذا الاستخدام اضافة لمصابين من سوريا حملوا على اجسادهم آثار هذا الهجوم الكيماوى .

                       ويبدو ان ادارة اوباما قد تعلمّت درس فيلم اسلحة الدمار الشامل العراقية ، فجاءت مجاراتها للمتعلقين بهذه الزريعة لجر الناتو الى حرب فى سوريا ، متمهلة وتفسح مجالا لحلول دبلوماسية ، اما الادلة (المقنعة) التى قالت بها بريطانيا والمتمثلة فى عينة من التربة وبعض المصابين ، تصيب المرء بالذهول ، فالتربة السورية فى ظل هذه النوايا العدوانية صارت لها بصمة تفرزها من كل تراب العالم ، والمصابون حتى وان كانوا سوريين فأن اصاباتهم موسومة بجغرافية سوريا .

                       لست هنا بصدد الدفاع عن النظام السورى فهو مسئول بسوء ادارته للأزمة عما وصل اليه الحال فى سوريا ولكنى ادافع عن عقلى من هذه الترهات التى تغيظنا بها الحكومات الغربية لتبرير نواياها العدوانية ، فالحكومة السورية ايها السادة كانت واضحة منذ ان اثيرت مسألة اسلحتها الكيماوية والبيولوجية انها لن تستخدمها الا فى حالة غزو اراضيها ، جاء ذلك على لسان المتحدث الرسمى بأسم الخارجية السورية سابقا الدكتور جهاد مقدسى ، واكد بالأمس احد الوزراء السوريين انهم لم يستخدموا هذه الاسلحة ضد شعبهم !.

                       ولم يعد خافيا على احد حجم الجماعات المتشددة من مختلف الجنسيات المتدفقة على سوريا جيوشا عالية التدريب والتسليح ومعبأة حتى آخر افواج عاهرات جهاد النكاح بفكرة الغزو ، فهل يظن العالم ان نظاما كالنظام السورى يظل ساكنا يتغزل فى اسلحة الدمار الشامل التى يمتلكها وهو يشاهد بام عينه هذا الغزو المتدفق عليه من عدة جهات ؟!

                       عودوا الى جنيف لعل وعسى ان يجعل الله فيها مخرجا ، ويقى المنطقة جحيما لن يقف لظاه على الحدود السورية . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...