الأربعاء، 17 أبريل 2013

رمق المال الهارب الاخير


                      لم يعد خافيا ان كتلة نقدية ضخمة ظلّت فى حالة هروب مستمر من سوق الى سوق بعيدا عن الأطر القائمة من اجل بناء ونماء هذا الوطن ، وتبدو فى احد وجوهها عاملا مؤثرا فى صناعة الازمات المالية والاقتصادية التى يعيشها المواطن السودانى ، ورغم ان مخابئها الرئيسة التى لم تخرج عن دائرة الاتجار بالعملة والاتجار بالسيارات والاتجار بالعقارات معلومة للخاصة والعامة ، الا ان اليد التى تمسك بها تبدو كيد شبح بلا اسم وبلا ملامح وبلا عنوان ، ويبدو لى ان محاولة الامساك باحد مناشطها هذه ، تدفعها الى ان تتناسخ فى ذات لحظة المحاولة الى اياد تمسك بعقارات هنا ودولارات هناك وسيارات هنا وهناك .

                      المعلومات التى تناقلتها بعض المواقع على الانترنت ، تشير الى ان هذه الكتلة التى اصابتها الاتفاقية الاخيرة مع دولة جنوب السودان بضربة موجعة ، جعلت مجرد ذكر الدولار فى حضورها يصيبها بالغثيان والاسهال ، تتجه الآن صوب العقارات ، محطتها الثانية المعلومة ، او ربما مقبرتها القادمة ، فهى سوق ثقيلة الحركة وتبدو مقارنة مع اختيها (سوق السيارات وسوق الدولارات) كسباق سلحفاة مع ارنب وكلب ، فالخيارات امامها اصبحت ضيقة وغير آمنة ، وعليها ان تعد نفسها فى هذه الحالة لرحلة غذاء طويلة من سنامها او تعد نفسها لأعادة صياغة جديدة جوهرها ان لوطنك عليك حق ، وتبدا مشروعات استثمار تزيل او تخفف الضائقات النازلة بالمجتمع السودانى فى مجال العمل والسكن والعلاج والتعليم وغيرها ، فهى استثمارات اثبتت نجاحات مؤكدة .

                      هذا المال الهارب الآن من سوق الى سوق يبدو فى لحظات رمقه الأخير ولكن الخشية ان تكون احد ايادى الشبح الواقف خلفه موصولة بقناة رسمية كامنة فى مواقع صنع القرار فتبث فيه الحياة من جديد ، فعلى من يهمه الامر ألا يشغل نفسه بمراقبة حركة هذه الكتلة ومن هم ورائها ، فقط عليه مراقبة مطابخ صنع القرار فهناك تكمن اسباب حياته او اسباب توجيهه الى ما ينفع الناس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...