ضاقت على ابى مازن الخيارات امام صلف وغطرسة اسرائيل فى الضفة ووحشيتها فى القطاع ، فلم يجد بدا من طلب الحماية الدولية للفسطينيين ، وفى تقديرى ان المجتمع الدولى الذى صنع اسرائيل ، لن يتوانى فى الاستجابة لهذا الطلب ، بل سيبذل جهده لأعداد مشروع مفخخ سنكتشف فى آخره انه صمم خصيصا لحماية اسرائيل .
فوراء كل حرب تشنها اسرائيل ، يأتى فى نهايتها مشروع حماية تحت مسميات مختلفة ، آخرها اليونيفيل فى جنوب لبنان ، وعندما يخرج الى الوجود مشروع حماية الفلسطينيين تكون اسرائيل قد اكملت حماية حدودها بقوات وعتاد وتمويل دولى ، لم يكلفها سوى ثمن الهجمات العنيفة التى شنتها على العزّل فى الضفة والقطاع .
ماذا عن الفلسطينيين فى المخيمات ؟ هل سيشملهم هذا المشروع ام سيظلون هدفا للمغامرات والمؤامرات الدولية الموسوسة بالتوطين واعادة التوطين ؟
انه خيار مر ، انتجته ببراعة العراقيل والعقبات الاسرائيلية التى وضعت بدقة فى طريق السلام ، وفشلت معها كل الجهود الدولية والامريكية من تخطيها لأنهاء هذا النزاع الطويل ، انه خيار لا يعنى سوى ان فكرة الحرب المسيطرة على العقل الاسرائيلى لم تدع خيارا آخرا للفلسطينيين المقتنعين بجدوى السلام ، ويعنى ان ثمة تطور جديد على مسار هذا الصراع سيبزغ الى الوجود فى ظل مشروع الحماية اذا تمّ .
احسنت ابا مازن ، آن الاوان ان يتحمّل المجتمع الدولى مسئولياته عن صناعته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق