الخميس، 10 يوليو 2014

ارض الموت بالصواريخ


                     يبدو لى مع هذه المجازر المتتالية على ارض فلسطين ، ان كل طفل صغير هنالك اخذ يحلم بصاروخ فى يده ، بصاروخ حقيقى وليس لعبة ، بصاروخ ينطلق من ذات المكان الذى شهد فيه مقتل ابيه او اخيه او قريبه ، ذات المكان الذى شهد فيه اذلال اهله وتدمير بيته واقتلاع زيتونته ، ثم يطلقه فى الاتجاه الذى اتى منه القتلة ، هذا ما صنعته اسرائيل بوجدان اجيال الفلسطينيين ، فقط الحلم بصاروخ ايّا كان نوع الرأس الذى يحمله الصاروخ .

                       الصاروخ صار يعنى ثأره وقصاصه ، صار يعنى وجوده ، وقريبا ستمطر سماء اسرائيل صواريخا بألف رأس ورأس ، فالعلم والتقنية لم تعد احتكارا لأحد ، فضاء الانترنت الممتد مع هذا الكون الفسيح يفيض بكل جديد وحديث ، وانسان فلسطين لا تنقصه العزيمة ولا المثابرة ولا الاجتهاد فى الوصول الى ايسرها صناعة واكثرها اذى ، وحينها لا عاصم من ويلاتها الا الرجوع الى الحق والعدل ، لا المخابىء ولا الملاجىء المحصّنة ولا باطن الارض ستحمى احدا ، لا قبة حديدية ولا غيرها ، ستنهمر الصواريخ طيرا ابابيلا تطلق موتا بألف لون والف شكل .

                        انهم الآن يطلقونها على بوابة القيامة ، ليطلقوا رعبا لا ندرى اين تقف حدود ضحاياه ، لقد استوى فى ناظرهم الموت مع الحياة ، لم تتركوا لهم فسحة من أمل ، لقد ماتوا كثيرا وبكثرة وبكوا كثيرا ، وهم الآن على وشك ان يقيموا مأتما جماعيا ستمتد احزانه وآلامه ودموعه الى اقصى مدى يمكن ان تحمله الريح او تسبقها اليه الأشعة .

                        يبدو ان عقل العالم الشره قد غرق فى آبار النفط وهم حماية اسرائيل ، فلم يعد يرى المجازر والدمار الذى تلحقه اسرائيل ببشر هنا انتظروا اجيالا واجيالا عدل هذا العالم ورحمته ، حتى بلغ بهم اليأس حدا ، كل مؤشراته تقول ان المنطقة برمتها وما جاورها موعودة بطقس جماعى لموت لم تشهده من قبل ، نحسه من على البعد ولا احد يدرى كنهه سوى اؤلئك الذين يواجهونه الآن فى غزة .

                       

                     

                     

                       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...