عقل روسيا السياسى والدبلوماسى عقل مبدع ، ففى كل مناطق النزاع المستعصية من كوريا الى ايران الى سوريا ، ظلّ هذاالعقل يلوح ضوءا مبهرا فى نهاية انفاقها المظلمة المسدودة وذلك بتقديمه أطروحات سياسية ودبلوماسية تنقل اطراف النزاع الى فضاء سلمى مستقر او على الاقل تمنع ولوغهم فى الدماء والخراب ، وهاهو الآن والعالم يترقب محموما الضربة الامريكية الغربية المقررة على سوريا ، يخرج علينا بطرح عقلانى مبدع فى واقعيته ، من شأنه ان يجنّب الانسان السورى ويلات عذاب السلاح الكيماوى ، ويجنّب المنطقة والعالم تداعياته فى ظل الضربة المرتقبة ، ويوفّر على اصحابها جهدا ودماءا واموالا .
وضع الآسلحة الكيماوية السورية تحت الرقابة الدولية ، مقترح يقطع الطريق اولا على تلك الايادى الآثمة التى ادمت قلوبنا بأستخدامه فى ريف دمشق ويمنعها من استخدامه ثانية طالما ان المخزون الرئيسى بات تحت السيطرة ، ويمكّن بالتالى من الكشف عما اذا كانت هنالك جهة أخرى تمتلكه سواء عن طريق التسريب او الامداد من مصادر مجهولة وكبحها سريعا ، ويقطع الطريق ثانية على بارونات الحرب المنتشرين فى الغرب والذين يحسبون فى هذه الاثناء قدر الفوائد التى يمكن جنيها من الضربة المقررة على سوريا حتى وان كان ضحاياها بالالاف ، ويمكّن وهذا هو الأهم من معرفة ومعاقبة مرتكبى تلك المجزرة البشعة .
موافقة الحكومة السورية على المقترح الروسى ليست خطوة ايجابية فحسب وانما دعم مباشر للأمن والسلم الدوليين يأتى فى اللحظات الحرجة ، فالمنطقة لا تتحمّل حرائقا جديدة ، يكفيها تلك التى تخوض فيها داخل كل قطر ، وعلى العالم ان يقول كلمته الآن بالشروع فورا بأتخاذ الترتيبات اللازمة لوضع تلك الاسلحة تحت الرقابة الدولية ليغلق نافذة من نوافذ الرعب فى المنطقة .
التحية والتقدير للحكومة الروسية على جهودها السياسية والدبلوماسية التى ما انفكت تدعم السلم والامن الدوليين بعقلها السياسى الدبلوماسى المبدع وبتوظيفها الدقيق لعلاقاتها التأريخية بالمنطقة من اجل ذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق