ولى زمان الانتظار ، الساعات تدق على وتر النزيف .
الساعة الآن ، بيوت تفتح ابوابها على شوارع ملتهبة وشوارع متأهبة وشوارع منسلة من عقل مجنون تقذف فى الحجارة وتشعل فى النيران .
الساعة الثانية ، مدن محبطة تصحو متكاسلة على هتافات المدن القريبة و تمد اعناقها الطويلة لتسترق النظر والسمع وتسرق العدوى و الحريق .
الساعة الثالثة ، اقاليم مجروحة يجتاحها انتباه مثير ، تتسلل اطرافها خلسة وتطرق ابواب الجراحات طرقا عنيفا ، يستيقظ ماض محتشد بكل ما تخشاه كتب السلام .
الساعة الرابعة ، تزدحم ردهات البنوك بمسئولين ورجال مال واعمال قدامى وجدد ، التوتر على محياهم يتقطر فزعا وخوفا وبدت حالهم اقرب الى حالة لصوص على وشك الوقوع فى كمين محكم ، ينشط سرا حولهم سماسرة العملات وخطوط الطيران العالمية الموصولون بأجهزة رسمية ، فجأة تلاحظ شركات الاتصالات ان مكالمات خارجية جديدة طرأت على خارطة مكالماتها المعتادة .
الساعة الخامسة ، سائقون ماهرون يعرفون اقصر الطرق الى مطار الخرطوم ومطارات الولايات ، وسائقون آخرون متمرسون على السفر فى طرق الصحراء الغامضة وطرق الحدود المقفولة على مافيات سرية ، تمت مشاهدتهم يحملون عدة السفر وهم يرتدون ملابسا باهتة .
الساعة السادسة ، اكتشف كثيرون ان بيوتهم تخلو من اى مؤونة تكفى حاجتهم لأيام مقبلات الله وحده يعلم مآلاتها و مداها ، واكتشف كثيرون ان كثيرين مثلهم اكتشفوا ذلك .
الساعة السابعة ، البقوليات والزيوت والدقيق والسكر والتمر ترتفع الى اعلى سلّم المبيعات والاسعار .
الساعة الثامنة ، صلى كبار السن العشاء ثم ذهبوا الى اسرتهم لأول مرة دون ان يتفقدوا ابناءهم وبناتهم ، وبعد ان انتهوا من اورادهم المعهودة خرجت منهم زفرات حارة (آه يا بلد) .
الساعة التاسعة ، انتهى من الكتابة واعاد القراءة مرة واثنتين وقال ( ثمة عناصر هامة مفقودة فى هذا السيناريو ولكنه واقعى وقابل للتطور سريعا ) ثم طبّق الورقة ووضعها تحت مخدته ونام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق