الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

لكل ألفية محرقة


                        كل الذى اتمناه ان اكون مخطئا فى قراءتى لهذا الزخم البرلمانى المتعلق بالضربة المقبلة على سوريا ، فثمة خوف كبير يحيط بحراكات قادة الدول الغربية الكبرى (امريكا ، بريطانية ، فرنسا ) واصرارها للتغطى بشرعية برلمانية لقيامها بالضربة العسكرية المقررة على سوريا بالرغم من ان قيامها بتلك الضربة العسكرية المحدودة كما اعلنوا ، لا يشكل خرقا لأى من قوانينهم ، فلماذا الأصرار على هذه التغطية ؟

                        فى تقديرى ان هذا الأصرار ناتج من طبيعة الضربة العسكرية التى ينوون توجيهها لسوريا ، فهى ليست كما يتخيّلها البعض تلك المغلّفة بكلمات ناعمة فى توصيف الرئيس الامريكى اوباما (limited surgical strike ) ففى هذه الضربة الجراحية المحدودة ، يختبىء  كما اعتقد سلاح سرىّ جديد سيشغل احاديث الألفية الثالثة عقودا طويلة مثلما فعلت من قبل قنبلتى هيروشيما ونجازاكى .

                         فهذا المشهد السياسى التشريعى المؤسساتى الذى اتحفتنا امريكا بمشهد مبهر منه ، يتراءى من خلاله ان ثمة فحص لمسألة اخلاقية على قدر عال من التأثير يجرى فى سياقات قانونية وسياسية واقتصادية ظلّت ملامحها واضحة فى النقاشات التى جرت بالكونجرس الامريكى امس الاول ، وكلها يمكن اختزالها فى سؤال ، اين تقف مصالح الغرب من هذه الضربة ؟

                          فأذا كانت مخاوف الغرب من هذه الضربة على مصالحهم بهذا القدر الكبير من التوجس الذى بدا جليّا فى المناقشات المفتوحة فما بالك بتلك المغلقة التى سينفتح النقاش حول اكثر اسرارهم خطرا ؟

                           بأختصار العالم الغربى مقدم على صناعة محرقة للألفية الثالثة تؤكد للعالم اجمع ان الأمر حينما يتعلق بمصالحه فقانون القوة هو السيّد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...