الأحد، 18 أغسطس 2013

مصر تحت ضغط عالى


                        الاتحاد الاوروبى يعلن انه سيحدد علاقاته بمصر خلال ايام اذا لم يتوقف العنف ، ومواقف امريكية مضطربة ينزلق نصف العصا من يدها بين الحين والحين مرة الى اسفل ومرة الى اعلى ، وعدد محدود من الدول سحبت سفراءها ، ومواقف من منظمات دولية حقوقية لم تصل بعد الى ذروتها، و تهديدات خلف الكواليس تلوح غامضة على حالة و تعابير وزير خارجية مصر فى مؤتمره الصحفى الذى عقده اليوم مثلما لاحت قبل ايام من خلال استقالة الدكتور البرادعى ، وتصريحات من لاعبين كبار فى المشهد الدولى مثل الرئيس الامريكى الاسبق جيمى كارتر الذى يعزو استحالة المصالحة مع حالة العنف القائمة فى مصر ، ويبدو ان مصر مقبلة على معركة شرسة مع الغرب المتزرع الآن بقضايا حقوق الانسان على خلفية العنف المتبادل بين جماعة الاخوان المسلمين ومناصريهم من جانب والقوات النظامية المصرية من جانب آخر .

                         هذه المعركة المقبلة لا تخيف احدا فى مصر سوى اولئك المتشبعين والمرتبطين ارتباطا وثيقا بثقافة ومعايير تعاطى المجتمع الغربى فى الساحة الدولية المنفرد بسيطرته عليها والتى يشكل داخلها اولئك النفر الخائف ادوارا منتظرة ، اما المختنقون بنيران الواقع المصرى ، فالخوف الوحيد الذى يسيطر عليهم فى هذه الاثناء ان تصل مصر الى تلك الحالة التى لخّصها الفريق عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع فى عبارة مثقلة برعب كبير (ما نروح نموت احسن) ، فالموت صار خطا فاصلا بين مصر 30 يونيو ومصر التى يريدها الاخوان المسلمون ويؤيدها من يؤيدها فى الداخل والخارج .

                          الضغوط العالية على مصر فى هذا الظرف العصيب الذى تمر به يثير شبهات كبيرة حول وعى الدول الغربية التى تقود هذه الضغوط بالواقع المصرى ، او اذا افترضنا ادراكها ووعيها بهذا الواقع فأنها تثير شبهات كبيرة حول ولوغها فى صناعته بمشهده الدموى الراهن وبخسائره على مصر وبخسارته الفادحة على حاضر ومستقبل الاخوان المسلمين الذين فيما يبدو قد اغرتهم بعض الوعود الكاذبة فى الوقوف المتعنت على حافة الهاوية ، فالضغوط العالية التى تمارس الآن على حكومة مصر تبدو فى النظر المصرى العام وفى نظر شعوب المنطقة انحيازا لمشروع الأخوان المسلمين ولا علاقة له بمبادىء الديمقراطية التى تنادى وتتزرع بها الدول الضاغطة طالما ان معظم القوى القابضة على السلطة فى مصر لا زالت ترحب بهم فصيلا مشاركا فى العملية السياسية بشرط السلمية الذى لايعترض عليه احد ، وتبدو من ناحية اخرى نذيرا لكل البلدان التى تنشط فيها جماعة الاخوان بالاختيار بين المشروع الاخوانى اوالسيناريو المصرى (اذا استمر مشهد العنف هنالك لأيام قادمة)  وحينها فلتستعد هذه الدول لموجات من الكراهية والعداء .

                         يحزننى جدا هذا الدم المصرى المراق ، ويحزننى جدا ان يظل الاخوان المسلمون على عماهم وهم يساقون من مجزرة الى محرقة بيد لا يهمها سوى ان تجنى على حساب ارواحهم ودمائهم مصالحا لا تخدمهم فى الدنيا ولا الآخرة  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...