الأربعاء، 24 أغسطس 2016

الشرطة الجامعية


                     قرار استحداث شرطة جامعية واحلالها محل الحرس الجامعى ، يبدو فى تقديرى افضل بديل لما كان سائدا ، لسبب بسيط وهو ، ان ثمة قوة شبه عسكرية هنا خاضعة لقانون معلوم ، لا تستطيع التصرف خارج نصوصه حتى لو شاءت ادارة الجامعة او غيرها منها تصرفا آخرا ، مما يعنى ان الشرطة اصبحت مسئولة قانونا امام كل ما يترتب على الاحداث التى ستقع داخل الجامعة ، وأن البناء على المجهول فى حالات الاصابات التى تلحق بالطلاب بما فيها حالات الوفاة ، لم يعد فعلا له مكانا فى الاحداث ، فالقوة معلومة بالاسم ، واسلحتها معلومة بالارقام ، وذخيرتها ايضا ، ووقت ومكان تواجدها معلوم ، لهذا يبدو افضل البدائل اذا نظرنا للقرار مصحوبا بتأريخ الاحداث التى وقعت بالجامعات فى السنوات الاخيرة .

                     فى تقديرى ان الشرطة قبلت تحديا كبيرا بتحملها لهذه المسئولية الكبيرة ، واتمنى ان تكون على قدر التحدى وهى على ذلك لقادرة ، ولا اشك فى حرصها على اختيار عناصر هذه القوة وفقا لمعايير خاصة و خضوعهم لأساليب تدريب خاصة تتسق مع حساسية العمل داخل المؤسسات الجامعية ، فنجاح هذه التجربة يتوقف فى تقديرى على مدى القبول الذى ستحظى به داخل الجامعات ، واهم عامل يمكنه ان يحقق هذا الفبول هو ، اطمئنان الطلاب وذويهم والمهتمين بأستقرار الدراسة فى الجامعات ، على ان مهمة القوة هى حماية الطلاب من العنف على اطلاقه ، وليس العنف الناشىء فيما بينهم وحسب .

                      استقرار الدراسة بالجامعات ليس حلما خاصا او عاما وانما حاجة اسرية ملحة ايضا ، اتمنى ان تتوفر لها البيئة اللازمة ، فالوطن فى حاجة الى عقول جديدة مبدعة تغير شيئا الى الامام فيه ، واتمنى ان يكون توفير الحماية للحرم الجامعى وللطلاب ممهدا لافساح مجالا اوسع للحرية داخله .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...