تحمّل رئيس الوزراء الاسبق البريطانى تونى بلير كامل المسئولية عن مشاركة بريطانيا فى غزو العراق ، ومضى الى القول بأنه اختار افضل مصلحة لبريطانيا بمشاركته فى ذلك الغزو ، ونفى ان يكون الارهاب المتصاعد فى المنطقة من نتاج ذلك الغزو ، الى آخر ما ساقه من آراء فى التحقيق الخاص بغزو العراق .
كل التفاصيل المتعلقة بغزو العراق ، بما فى ذلك جلسات الامم المتحدة ومجلس امنها ، والخرائط التى قدمها وزير الدفاع الامريكى آنذاك كولن باول عن اسلحة الدمار الشامل ، الى آخر الحراكات التى صاحبت تلك الفترة والتى حاولت تغطية الهدف الحقيقى من الحرب على العراق بشرعية قانونية واخلاقية ، اختصرها تونى بلير فى عبارة موجزة (افضل المصالح) .
فافضل المصالح لأمريكا آنذاك وحليفها الاستراتيجى بريطانيا ، كانت غزو العراق وتدميره ليخرج علينا بحالته الراهنة التى يمسك الظلام بحاضره وبمستقبل ايامه ، انها الحالة التى تشكل افضل المصالح فى نظر العقل الغربى الذى شارك فى ذلك الغزو وحلفائه .
ان الحالة التى يعيشها العراق الآن ، والحالة التى تعيشها سوريا الآن ، والحالة التى تعيشها ليبيا الآن والحالة التى يعيشها اليمن الآن ، والحالة التى ستعيشها بقية الدول المرشحة لذات السناريو ، تشكّل افضل المصالح للغرب الذى لن يتنازل مثقال ذرة عن رفاهيته التى انتجها فى معظمها من موارد هذه المنطقة المنكوبة خلال فترة الاستعمار القديم بأدواته العنيفة ، والاستعمار الحديث يأدواته الناعمة الممثلة فى مؤسسات التمويل العالمى .
من ينتظر الغرب ان يحقق له سلاما واستقرارا فى البلاد الواقعة فى خط الحرب ، والمرشحة للوقوع فيه ، سينتظر طويلا ولن يظفر سوى بقيامته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق