الاثنين، 16 يونيو 2014

رشد القلب


                       متى يبلغ القلب رشده ؟

          مولانا جلال الدين الرومى يقول (انا لم آت لهذا العالم الا لأجد طريق العودة للحبيب مرة اخرى) ، أيكون طريقك ايها الحبيب البعيد القريب ، هو المكان الذى يبلغ فيه القلب رشده ؟ .

                        وهل يكفى الطريق وحده كى يهدأ قلب المحبين من تعب العشق الذى لا ينام ؟ محمود درويش يبكى القلوب بعذب الكلام و يبكى حاجته الحارقة للكفاية من الحبيب  (فخذينى كى اصبك خمرا نهائيا لأشفى منك فيك .. وهاتى قلبك انى ولدت كى احبك). و هى ذات الكفاية التى قال بها ابن عربى (لا تصدق المحبة بين اثنين حتى ينادى احدهما الآخر : يا انا) .

                          الشعر اعذبه الكذوب وان صدق ، هو لا يبلغنا رشد القلب وانما يطفىء كثيرا من نيرانه ، او يشعلها نيرانا جديدة اكثر ضراوة (اهديك حب عقول من بعده قلبى خلاص عقر) ترى هل بلغ شاعرنا الغنائى الرقيق عثمان خالد رشد القلب وهو يبدى كل هذه الصرامة فى الحب ؟ لست ادرى ، وان كنت ادرى ان مثل هذا الكلام يلم مخيلتك ويحملها على بساط الريح ثم يرسلها (الى مسافرة) الى رحيق كل الحدائق ، الى وطن الجمال ، الى حيث يبلغ القلب كفايته من الرشد والسكينة والسلام .

                          القلب معجزة من معجزات الخلق ، هذه العضلة المندسة بين عظام هشة ، لا يعرف رحابتها الا من ملأ عقله بالحديث القدسى (لم تسعنى السموات والارض ووسعنى قلب عبدى)  .

                         

                            

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...