الاثنين، 24 ديسمبر 2012

المسيح فى السودان

لوحة الميلاد من كاتدرائية فرس بالنوبة

السيدة مريم العزراء وهى تحمل السيد المسيح فى حضرة الملكة مارتا
                    غدا يحتفل العالم بمولد السيد المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام ، وتجىء هذه الذكرى واسئلة كثيرة ظلّت تجول فى الخاطر عن سر لوحات العهد المسيحى فى ممالك النوبة والتى زخرت بها الكنائس آنذاك كلوحة الميلاد المعروضة اعلى هذه الصفحة ، ولكن اكثر اللوحات التى ظلّت تلازمنى اسئلتها طوال الوقت ، هى لوحة السيدة العزراء وهى تحمل ابنها فى حضرة الملكة الأم (مارتا) ام الملك ( اللوحة الثانية ) ، فاللوحة تحكى عن صلة قديمة بين مملكة النوبة ورسالة السيد المسيح عليه السلام ، فأذا كان عدد من الباحثين قد ربطوا بداية دخول المسيحية الى السودان سنة 60 ميلادية عبر احد رجال البلاط العائد من القدس ، فأن اللوحة تحكى قصة اخرى تسبق هذه المعلومة ، فالعلاقة القديمة التى ربطت السيدة مريم العزراء عليها السلام بمملكة النوبة ، تعنى ان معجزة السيد المسيح عليه السلام وهو فى طور الطفولة كانت معلومة بأدق تفاصيلها لدى المملكة ، ولأن ارض النوبة هى ارض الاديان والانبياء وقصصهم معلومة منذ سيدنا ابراهيم الذى مكث فترة من عمره بهذه الارض واقترن بالسيدة هاجر عليهما السلام ، فأن الأسئلة لا تتوقف عن سر سكوت المصادر عن تفاصيل هذه العلاقة التى ربطت السيدة العزراء والسيد المسيح بالملكة مارتا (الملكة الام) ؟ وهل لهذا اللقاء الذى جمع ثلاثتهم صلة بشكل من اشكال الحماية التى فرضتها هذه الملكة لتأمين حياة السيدة العزراء والسيد المسيح فى صباه ؟ ففى الاثر المسيحى ( ملاك الرب يظهر ليوسف فى حلم وقال له  :-
       ( قم وخذ الصبى وامه واهرب لارض مصر لأن هيرودس مزمع ان يقتل الصبى )

            فالهروب من بطش ملك ظالم الى ارض غريبة يحتاج حماية من اهلها قادرة على صد بطش مثل ذلك الملك ، واللوحة تبدو تعبيرا عميقا لهذه الحماية .

              الأسئلة كثيرة وارجو ألا تفسد على المسيحيين فى مشارق الارض ومغاربها بهجة احتفالهم بذكرى مولده عليه السلام ، فكل عام وانتم بخير ، وكل عام والبشرية اشد اعتصاما بالسلام .

ملحوظة : اللوحتان من غلافى كتاب الاب فيلوثاوث فرج (النوبة ملوكا وشعبا)

هناك تعليق واحد:

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...