الجمعة، 30 يوليو 2010

الاسلام والتخلف

  • التخلف فى عالمنا اليوم يبدو عند البعض مرادفا للأسلام دون وضع اى اعتبار للتجربة التاريخية للمسلمين والتى سبق ان صعدت بهم الى ذرى المجد واخرجت امما وشعوبا من قرونهم المظلمة ولكن حالنا اليوم كمسلمين لا يبتعد كثيرا عما يبدو للبعض ومتى بدأت البحث عن هذه العلة يتجلى امامك صراع مزمن ومحتدم  بين ضرورات سلطة الدولة التى نشأت فى اعقاب انتقال الرسول ( ص ) الى الرفيق الاعلى وبين قيم الدين ، هذا الصراع انتهك وبشكل سافر الحقوق التى كفلها ديننا والزمنا بها بنصوص قرآنية قاطعة وطال طرفى الصراع (سلطة الدولة ) و ( عامة المسلمين ) واليه اعزو حالة التخلف التى نعيشها اليوم
  • فكلما نجحت سلطة الدولة فى تبنى قيم الاسلام والتى تقف على رأسها قيمة الحرية التى اتاحت وبنص قرآنى قاطع حف المسلمين فى الشورى واتاحت بنص قرآنى قاطع حق الفرد حتى فى الكفر بالله عزّ وجلّ و اتاحت بنص قرآنى قاطع حرية العقيدة واحترام عفيدة الآخرين ، فكلما اقتربت سلطة الدولة من قيمة الحرية فى الاسلام كانت اكثر اقترابا وتلاحما من عامة المسلمين  بالقدر الذى تختفى معه مظاهر هذا الصراع وبالتالى تتقدم خطوات كبيرة الى الامام كما حدث ذلك فى الماضى البعيد
  • ومن جانب آخر يبدو عجز عامة المسلمين فى التمسك بهذه الحقوق التى كفلها لهم الدين حتى لو اضطرهم ذلك الامر الى الرحيل والهجرة تفاديا للأستضعاف والذلة والعيش فى ظل حالة الانتهاكات القائمة الآن يبدو هذا العجز احد صور ابتعاد عامة المسلمين عن قيم الدين وبالتالى اصبحوا و سلطة الدولة المبتعدة عن قيم الدين يمثلون خطين متوازيين لقطار افضى الى  الواقع  الذى نعيشه اليوم والمؤسف هنا ان كل طرف اجتهد  فى محاكمة الآخر بأسم الدين الذى لم يلتزم اى منهما بقيمه ليعزو اليه مآلات هذا الواقع وبدا فى منظور الكثيرين نتيجة لهذا الصراع ان تطبيق قيم ديننا اشبه بحلم مستحيل رغم سموها ونبلها وارتقائها بالانسان الى ذرى لم تعرف البشرية مثلها من قبل فحقوق الآخرين تبدو هنا مكمن الصراع وهذا ما اقعد  معظم الشعوب الاسلامية  عن الاتفاق والتراضى على دستور حاكم بينهم ، فبنظرة سريعة على دساتير هذه الدول نجدها تتبدل وتتغير مثل الفصول مع تبدل وتغير الانظمة ومع صعود اي من قواها الى السلطة 
  • من هنا يبدو لى هذا الصراع المزمن الذى تصاعد الآن فى اكثر صوره عنفا متجاوزا مقاصد الدين التى سعت وظلت تسعى لجعل حياة الناس كل الناس اكثر امنا وعدلا وسلاما احد اقوى مظاهر هذا التخلف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...