الاثنين، 26 سبتمبر 2022
فرنسا في اتفاقية جوبا
الناظر لاتفاقية جوبا يجد ان إحدى نتائجها المثيرة للغرابة، ان الحركات المسلحة
التي دخلت الخرطوم وتنتمي لقبيلة الزغاوة كالعدل والمساواة وحركتي الطاهر حجر
والهادي إدريس إضافة لحركة مني اركو مناوي جميعها أثرت الخرطوم عن مواقعها السابقة
في محيط دارفور وجميعها لديها امتداداتها بدولة تشاد ،شأنها في ذلك كغيرها من
القبائل المتداخلة في شرق السودان وجنوبه،. والمعلوم ان تشاد كألسودان تعاني من
صراعات مزمنة و دامية حول السلطة. وللقبائل المداخلة تأثيرها الفاعل في مثل هذه
الصراعات، ولأن تشاد تمثل خيمة فرنسا الأخيرة في افريقيا بعد أن احرقت صراعات
الموارد بين الدول الكبري عددا من خيامها التاريخية وآخرها مالي، فأصبح تأمين تشاد
أولوية قصوي لسياستها في هذه المنطقة، لذا تبدو الان حدود تشاد الشرقية افضل أمانا
مما كانت عليه قبل اتفاقية جوبا وازالت مخاوف من كان يمثلهم إدريس دبي طوال فترة
حكمه، وعضدت اتفاقية الدوحة الأخيرة هذا الاتجاه بين المكونات التشادية المعارضة
ودبي الإبن بعد ان تخلت هذه المكونات عن سلاحها وانخرطت في العملية السلمية. ويبدو
في ظل هذا الطرح ان اهم انجاز حققته اتفاقية جوبا هو استعادة تشاد لمقومات
الاستقرار فيها بتمهيد النجاح اللازم لأتفاقية الدوحة وربما بدت زيارة مناوي
الأخيرة لقطر ذات علاقة بهذا الامر. من هنا تبدو الحاجة ماسة لقراءة جديدة لاتفاقية
جوبا بما انتجته من واقع جديد في محيط دارفور والتي عرفت تاريخيا بأحدي قلاع
السودان الفرنسي، وفي الداخل السوداني، اولا من قبل الحركات المذكورة أعلاه التي
انعزلت عن حواضنها الطبيعية، وثانيا من النخب التي ترى في هذا التمدد تضييقا كبيرا
لما عرف بسودان وادي النيل.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
مشاركة مميزة
اسرار الخلاص
الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...
-
كيف يتناول المرء سيرة رجل مثل سليمان كشة ظل مثار جدل كبير منذ عشرينات القرن العشرين والى يومنا هذا ؟ فالرجل ما ان يأتى ...
-
يبدو العقل السياسى الامريكى فى تعاطيه مع مشاكل السودان مسكونا بخيار وحيد يتمثل فى العقوبات والحوافز كآلية وحيدة للضغط ...
-
الحق فى مياه الشرب النظيفة الآمنة والصرف الصحى ( حق انسانى ضرورى من اجل الاستمتاع بالحياة وجميع حقوق الانسان) قرار غير ملزم صادر من الامم ال...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق