الاثنين، 15 يوليو 2013

موجة جديدة من الكراهية


                       مشهد النهايات فى صراعات السلطة بالعالم العربى والاسلامى وكما هى محفورة فى ذاكرة شعوب هذا العالم ، هى ان يقف البطل منتصرا على جثة اخيه ، ولكن المشهد المصرى جاء بنهايات فريدة من نوعها ، فقد شهدنا فى فصله الاخير اكثر من بطل وخصما واحدا بأكثر من رأس ، خصم لا تستطيع معه سوى ان تخوض فى التعب خوضا بحثا عن مكامن العقل فيه ، والتعب الذى تخوض فيه الادارة الامريكية الآن لأنقاذ ما يمكن انقاذه من بقايا حليفها الذى سعى بظلفه وظلف غيره الى حتفه ، هذا التعب الذى تخوض فيه يبدو اكبر منتج لموجة جديدة من الكراهية تجاه امريكا اذا ادت جهودها الى تغيير الواقع القائم الآن والذى انتجه ملايين المصريون ، ليجيّر بأكمله لصالح الاخوان .

                       الاخطاء التى ادت الى هذا السقوط المريع لسلطة الاخوان المسلمين معلومة ، وتبدو سببا رئيسا فى هدم الشرعية التى صعدت بهم الى السلطة ، وقد نجد لهم العذر لضعف قدراتهم السياسية وقلة خبرتهم فى ادارة شئون الدولة ، ولكن كيف نجد العذر لحلفائهم فى الداخل والخارج بعدم الضغط عليهم للأستجابة للنداءات التى ظلّت وعلى مدار عام بأكمله تقدمها قوى مصر المعارضة ؟! لا يجدى البكاء الآن على ذهاب  سلطتهم ، ومحاولة تغيير الواقع القائم الآن فى مصر ايا كانت وسائل هذه المحاولات ، يبدو مغامرة خطرة على امن مصر وامن المنطقة وامن المصالح القائمة بها ، ان كان ثمة جهد يجب ان يبذل ، فهو البحث عن مجموعة من العقلاء داخل هذه الجماعة ليكونوا بديلا للفاشلين الذين صنعوا هذا السقوط ، ومن ثمّ العمل على اعادة تشكيل الواقع السياسى فى مصر ليشمل كل اطيافها ، وهى دعوة ظلّت ولا تزال تنادى بها كل تجمعات القوى السياسية فى مصر، ان النظام الديمقراطى لا يزال قائما وهيكله لا يزال سليما وكل الذى يحتاجه هو تكملة بنياته بمشاركة الجميع ، وهى فرصة ثانية تهيأت للأخوان المسلمين للحفاظ على وجودهم وقبولهم فى الشارع المصرى بدلا من المعتقلات والسجون والمنافى والمخابىء .

                      فى اللقاء الذى اجراه محمد العطار فى 16\6\2013 لصالح موقع الجمهورية للدراسات وجريدة لسان التنسيق المحلية " طلعنا للحرية " ومؤسسة هاينرش مع المفكر الامريكى نعوم تشومسكى فى اطار بحثهم لحل الأزمة القائمة فى سوريا ، قال :
                     ( من الصعب التحرك فى العالم الحقيقى بدون تقديم تنازلات ، لا املك نصائح فقط لا تجعلوا امانيكم تغطى الواقع بالكامل ، انتبهوا للحقائق ، نعيش فى عالم حقيقى بكل بشاعته وعلينا التعامل معه واتخاذ قرارات ضمنه . "الحوار منشور بموقع الحوار المتمدن" ) فهل يستيقظ الاخوان المسلمون من امانيهم ويدركوا ان ثمة حقائق فى الواقع المصرى تستوجب التخلى عن احلام فاتت عليها قرون من الزمان وترى الحقيقة البارزة فى مصر وهى ان بها قوى فاعلة تمتلك مساحات كبيرة فى الشارع المصرى ولا تزال ترحب بهم قوة مشاركة فى نظام ديمقراطى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...